البحيرات الوردية بجعلان بني بوعلي

تعد منطقة الرويس الساحلية التابعة لولاية جعلان بني بوعلي بمحافظة جنوب الشرقية إحدى المناطق الساحلية الجميلة التي تطل على الشريط الساحلي لبحر العرب.

تقع البحيرة الوردية في قرية السويح في ولاية جعلان بني بو علي على بعد حوالي ثلاث ساعات بالسيارة (300 كم) جنوب مسقط. ويفصلها عن شاطئ الرويس الطريق الرئيسي الذي يربط بين رأس الحد وشاطئ الأشخره؛ وهذه المنطقة تشتهر بمواقعها الأثرية، وهي تضم أكثر الأماكن السياحية شهرة في سلطنة عمان، حيث يمكن للزائرين التخييم والمشي لمسافات طويلة وتسلّق الجبال وحتى مشاهدة العديد من الطيور المهاجرة، بما في ذلك طيور النحام الوردي.

ما يميّز هذه البحيرة ألوانها التي تختلف تماماً عن ألوان البحيرات العادية، ما يجعلها من أماكن الجذب المثيرة في عُمان.

من بعيد يبدو لكم هذا الجسم المائي المتلألئ مثل المرآة مهجوراً ومنسياً ويسكنه الهدوء. خصوصاً أن البحيرة تمتد مع الصحراء وكأنها في غير مكانها الصحيح. ولكن ما إن تصلوا اليها حتى تذهلوا بسحرها والسر الكامن وراء تشكّلها. ولن تتمكنوا عندها من التوقف عن التقاط الصور والسلفي لما تخلّفه البحيرة من خلفية جميلة لا مثيل لها.

وتتشكل هذه الظاهرة الطبيعية الجميلة (البحيرات الوردية) بفعل عوامل طبيعية بحرية وذلك عند دخول مياه البحر إلى الخور ويسمى" خور الرويس" ومع مرور الوقت واحتباس هذه المياه في الخور عن مياه البحر تقل نسبة الأوكسجين وترتفع نسبة الملوحة في هذه البحيرة، مما ينتج عنها موت الطحالب والعوالق البحرية ويتغير لون المياه إلى اللون الوردي.

يعتقد الكثيرون أن هذه الألوان المميزة التي تبدو مختلفة بين بقعة وأخرى هي نتيجة الرمل الملوّن الكامن في أسفلها؛ ولكن ما إن تضعوا أقدامكم في مياهها حتى تكتشفوا السر. لأنكم ستشعرون حينها ببلورات الملح الهائلة التي تحتويها، وستدركون حتماً أن هذا المكان ليس مكاناً عادياً.

التبرير العلمي لهذه الألوان يعود إلى وجود هذه الكمية الهائلة من الأملاح. فتغير لون البحيرة ناتج من نوع من الطحالب الدقيقة تسمى Dunalilla Salina وهي تزدهر عادة في الأماكن الشديدة الملوحة، حيث نسبة عالية من الكارتنويدات في الماء، وهو ما تحتاجه هذه الطحالب للعيش وحماية نفسها من أشعة الشمس الشديدة.

ومياه البحيرات الوردية الزاهية لها أهمية خاصة لدى سكان منطقة الرويس وزوارها، كما تعد البحيرات الوردية مصدر غذاء للطيور المهاجرة أشهرها طيور "الفلامنغو" والطيور المائية الأخرى.